مركز دراسات الأديان التوحيدية جامعة دوشيشا

< محاضرات عامة < كيف تثري الحياة في اليابان فهمى للأديان التوحيدية

محاضرات عامة

كيف تثري الحياة في اليابان فهمى للأديان التوحيدية

التاريخ 2014/03/05
المكان قاعة كنيسة كلية الإلهيات، جامعة دوشيشا، إماديغاوا
المحاضر الدكتورة باربره زيكموند الأستاذة بجامعة دوشيشا
ملخص
تعتبر الدكتورة زيكموند التوحيد سبيلا يمكن النظر من خلاله إلى العالم ، وقد استهلت محاضرتها عن أربع جوانب مهمة للتوحيد .الجانب الأول : استحثت وجهات نظر وأراء توحيدية عن الخلق شيئا من التنوع الديني. والجانب الثاني : أن الآراء التوحيدية عن الطبيعة الإنسانية تؤثر على القيم الاجتماعية والتغيير. والجانب الثالث: تخول ديانات التوحيد المرأة الحق في تولى مسئولية عامة. . والجانب الرابع : تمضي ديانات التوحيد فيما وراء التسامح الديني صوب النهوض بالمذهب الجمعي الديني ، ونشير إلى أن حياة زيكموند فى اليابان تحفزها للتأكيد على أهمية هذه الجوانب..

(1) تشترك ديانات التوحيد الثلاث في قصة واحدة لبدايتها والتى تحكى عن تنوع خلق الله واختلافه . فعلى سبيل المثال قصة برج بابل حيث حال الله بين مجموعة من البشر مجتمعة وبين أتمام مشروع بناء البرج باختلاف لغاتهم ومن ثم انقسامهم إلى أجناس شتى . وهكذا تحكى لنا القصة أهمية قبول تنوع البشر واختلافهم . وبصفة عامة فأن التوحيد يتجه فى فهمه إلى التركيز على الوحدة ، وعلى أي حال فإن التأكيد على قبول التنوع والاختلاف ركزت عليه شرائع التوحيد.

(2) ينظر الفكر الكونفوشى الذى يتمتع بتأثير قوى في المجتمعات الآسيوية إلى الطبيعة الإنسانية نظر ة إيجابية جدا ، وعلى كل فإن هذا الفكر أدى إلى شحن البشر بنوع من السلوك الراقى. وعلى النقيض ينظر التوحيد للضعف البشرى وشره نظرة أكثر واقعية ، وهي نظرة تعتمد على العلم بمحدودية وتناه الجنس البشرى . ومن ثم يبنى التوحيد المجتمع على افتراض شر الجنس البشرى. وعلى ذلك كان طرح الدكتورة زيكموند لمثل هذه الآراء ووجهات النظر عن طبيعة الانسان ، وهى وجهات نظر تفوق وجهات النظرالاسيوية التى تعتمد على الكونفوشسية .

(3) حينما يبحث المرء فىتاريخ المرأة فىالمجتمع الأمريكى يجد أن الافكار والحركات الد ينية التوحيد ية كان لها عظيم الأثر على الأدوار العامة الجماهيرية للمرأة ، فعلى سبيل المثال يعتبر" مبدأ الكتاب المقدس وكفى" سببا للنهوض بمكانة المرأة فى الغرب حتى يومنا هذا. ومن ناحية أخرى ، وفى ظل تأثير الكونفوشيسة مازالت السلبية تغلب على تقييم الأدوار الاجتماعية للمرأة فى المجتمع اليابانى . وقبل أن تعيش فىاليابان حسبت الدكتورة زيكموند أن اليهودية والاسلام والمسيحية تقمع المرأة وتكبتها ، ولكنها أدركت من خلال خبراتها الحياتية أن هذه الاديان تكفل للمرأة أدوارها الاجتماعية.

(4) لم يقبل الناس فى الايام الأولى للتاريخ الديني الأمريكي بالتعددية الدينية .بيد أنه فى أمريكا وبما أنه منذ البداية تعايشت الملل المختلفة فقد تم قبول التنوع والاختلاف الديني على كره له بغية أن تضمن كل ملة حقوقها وتحافظ عليها ومن ثم يستمر التعايش. ولا يستتبع تحمل مجتمع ذو ديانات مختلفة تقدير موقف التعددية الدينية .وعلى أي حال وبمرور الزمن تمخض عن هذا الوضع التعددية الدينية في عصرنا الحاضر، تلك التعددية التي قدرت موقف التنوع الدينى نفسه أيما تقدير.

بعد أن أكدت الدكتورة زيكموند الجوانب سالفة الذكر عبرت عن وجهة نظرها عن الثقافة والتدين في اليابان فيما يلي ، لطالما وضح أن الدين في اليابان ذو طبيعة شركية ولكنها _أي الدكتورة زيكموند_ تعتقد أن الدين الياباني لا يمت للتوحيد بصلة، وقد وضع بول تليتش الاهتمام المطلق أساسا للتقوى والتدين ، وهذا لا يتجلى في الدين الياباني، بل بالأحرى يبدو أحيانا وعلى وجه الخصوص نوعا من الترويح . ومن خلال حياتها في اليابان ،المجتمع غير المتدين فقد أكدت الدكتورة زيكموند من جديد على المعاني المختلفة للموحد وعلى كل ومن خلال هذا الجانب للثقافة اليابانية التي تهتم كثيرا بالاتصال غير اللغوي فقد تم نبهت الدكتورة زيكموند إلى أنه من المستحيل التعبير عن الإله من خلال اللغة الإنساية . وأخيرا ذكرت الدكتورة زيكموند أن اليابانيين غالبا ما يرتكبوا خطأ في فهم التوحيد معتمدين على مزاعم نشأت أحيانا عن حصرية وخصوصية حقيقية ، بيد أن هذا المنظور في أمريكا لا يمثل اليوم إلا وجهة نظر الأقلية . هذا في الوقت الذي ينظر فيه معظم الأمريكين الموحدين لعقيدتهم الدينية على أنها مسألة من اختيارهم شخصيا ، وهم يعرفون أنهم لا يقبلونها في أساس حقيقتها المطلقة بالنسبة للآخرين ، ويؤمن الموحدون بإله واحد فقط ، ومن ثم فالسبيل إلى الإله الواحد ليس سبيلا واحدا بل عديد من السبل ، كما أن الطرق التي ينقذ بها الإله الإنسانية ويصونها هي أيضا طرق عديدة .

وبعد المحاضرة طرح الحضور أسئلة مختلفة ، وتراوح عدد الحضور نحو 100 زائر.

تاى تكاتا
(مساعدباحث فى مركز الدراسات ا لمتعددةالمواضيع للأديان التوحيدية خريج كلية الإلهيات ، جامعة دوشيشا)
lecture050305