مركز دراسات الأديان التوحيدية جامعة دوشيشا

< محاضرات عامة < حوار بين الأديان التوحيدية في الشرق الأوسط

محاضرات عامة

حوار بين الأديان التوحيدية في الشرق الأوسط

التاريخ 2005/05/19
المكان قاعة كنيسة كلية الإلهيات، جامعة دوشيشا، إماديغاوا
المحاضر الأستاذ حسن أبو نعمة رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية في
الأردن ( محاضرة عامة) ، ترجمة فورية إلى اليابانية
ملخص
ناقش السفير أبونعمة عمل المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية الذي يتولى رئاسته تجاه  الأحداث في الشرق الأوسط. ومن ثم ركز في محاضرته على موضوعين:الأول تدهور التسامح بين الجماعات في سياق الصراعات السياسية وسيادة الحكومات الاوتوقراطية الاستبدادية في بعض الدول في الشرق الأوسط ، بالإضافة إلى الجور والظلم التاريخي والاجتماعي الذي تعود جذوره الى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، لذا ركز على توضيح التحدي المضاعف والمهمة المنوطة بالعمل الدينىبالمنطقة فى ضوء إساءة فهم دور الدين في الأزمات الإقليمية التي تحدث على نطاق واسع .

إن تدنى وضع السكان العرب المسيحيين فى العقود المؤخرة يمثل أساسا حالة تستحق الدراسة لقياس التأثير الاجتماعى للأزمة التى تعم المنطقة ، علاوة على التحدى الذى توجده فى سبيل التعايش الدينى. كما أنه باستطاعة الظروف والأحوال اليومية العسيرة والمحيرة أن تقود الناس ،بغض النظر عن انتمائهم الديني، إما للسعي إلى معيشة أفضل في مكان أخر إن توفر أو داخل مجال طائفي آخر بحثا عن الأمن الذي لا توفره المؤسسات السياسية وغيرها من المؤسسات العلمانية.ولفهم هذا الوضع تم تحديد ثلاثة مصادر تاريخية للتفاعلات الراهنة بالشرق الاوسط.

أشار الأستاذ أبونعمة أولا الى الثورة الإيرانية عام 1979م والحرب التي تلتها بين إيران والعراق . وقد أدت السيطرة والهيمنة الشيعية فى هذه الحقبة الى زيادة تأكيد الخلافات بين طائفتين مسلمتين ، كما شهدت إبراز مسألة الاستشهاد كأحد السبل الموصلةالى الجنة بغية إثارة التضحية بالذات باسم الدين.

ثمة عامل ثان وهو تعاظم حركات المقاومة المسلحة ردا على الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982م وسياساتها الخاصة بالاحتلال والبناء على الأراضي الفلسطينية. أما العامل الثالث الذى يتزامن مع كل هذه التطورات فهو ظاهرة التفجيرات الانتحارية. ويصر الأستاذ ابونعمة على أنه يجب اعتبار هذه التفجيرات ردا على الاحتلال والظلم ، حتى وإن كانت لعنة للروح ومنافية لخطاب التعاليم الإسلامية ، كما أن تفاقم هذه العوامل التاريخية يعتبرهيمنة لأنظمة حكم أوتوقراطية إستبدادية في دول شرق أوسطية كثيرة مما يحرم المواطنين ويحبط طموحاتهم الشعبية أيما احباط.والاحدث من ذلك كله كان التأثير المشؤوم لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي وقعت عام 2001 م على الولايات المتحدة .

هذا علاوة على أن هذه العوامل كان لها تأثير معزز لفهم الغرب للإسلام والحضارة العربية على أنهما والعنف متلازمان ، تلك الصورة الذهنية التى تأكدت بشكل ملحوظ.

فى "نموذج صراع الحضارات" لصامويل هانتجتون ِSamuel Huntington (وهنا يشير الأستاذ نعمة إلى أن الذي قدمه أصلا هوبرنارد لويس Bernard Lewis . ويوضح الأستاذ أبو نعمة كيف انتهزت الفرص لدفع الدين إلى الطليعة كأنه الحافز الأول للصراع الإقليمي الذي أصبح ستارا دخانيا حاجبا لحقيقة أشكاله السابقة مما يحول الردود الإنسانية على الظلم - الذي لم يكن في حقيقته مما أثاره الدين وحفزه - إلى ردود شيطانية ويضفي الشرعية على سياسات تمثل خطرا على الأمن الإقليمي والفهم الديني.

يغذى التأثير الاجتماعى لصراعات اليوم فى الشرق الأوسط الأزمات الدينية ،ومن وحي خبراته السابقة كشاب مسلم عاش فى بيئات جمعت بين المسلمين والمسيحيين واليهود فقد عكس الأستاذ أبو نعمة فوائد التسامح الدينى وحدوده.

أكد الأستاذ آبو نعمه أن الحوار الدينى الذى نال تعزيزا من المعهد الملكى للدراسات الدينية ومؤسسيه يعترف بهذه الحدود والقيودالدينية.ويتخذالحوار الدينى المدخل الذى يبدأ فيه مستقبل قبول وتعايش حقيقى بنوعين على الاقل من الجهود المنسقة. ومن ثم يتعين على المرء أن يقود الشاب نحو فهم واع للأديان كلها مع التأكيد على الخبرات الإنسانية المشتركة اشتراكا رحبا في العقيدةالدينية. أما الجانب الآخر فهو العمل على توضيح مكانة الدين في الصراعات المعاصرة ، وذلك من خلال التركيز على قضايا العدالة ، فى الوقت الذى يتم فيه نشرمعرفة مساهمات الأقليات الدينية في الثقافات المهيمنة. وهكذا تهدف هذه الجهود إلى إيجاد الظروف الاجتماعية التى تقدس احترام الديانات والجماعات الدينية الأخرى.

فيكتور أ.فئيصل
محرر بمركز الدراسات المتعددة المواضيع للأديان التوحيدية
lecture050519_001