القائمة الرئيسية › أرشيف برنامج COE للقرن 21

2004-02

التاريخ 10 يوليو 2004 م
المكان مكتب جامعة دوشيشا في طوكيو ” نيهون بيلدنغ “
لقب ماذا بعد تفويض السلطة؟
المحاضر كئيوكو ساكاي ” معهد الاقتصاديات النامية ، هيئة التجارة الخارجية اليابانية “
لقب السياسة الأمريكية في العراق: نحو انتخابات الرئاسة
المحاضر الدكتور كوجى موراتا الأستاذ بكلية الحقوق (علوم سياسية)بجامعة دوشيشا
ملخص

حلل المحاضران في النصف الأول من الندوة بعض المشاكل المتعلقة بالعراق من وجهة نظرهما . وفى الوقت الذي كان فيه موعد انتخابات الرئاسة يقترب ركزالدكتور موراتا على استعراض ماضي السياسة الأمريكية تجاه العراق، وحلل الوضع الراهن لهذه السياسة، كما قدر اتجاهاتها المستقبلية.
وفيما يتعلق بالسياسة السابقة للولايات المتحدة خص الدكتورموراتا بالتحليل القرار الأمريكي بالهجوم على العراق ، وقد أيد ببساطة الهجوم ، بيد أنه أعرب عن شكوكه بخصوص الجدال الذي يربط شرعية القرار الأمريكي بحيازة العراق لأسلحة دمار شامل تلك التي عرفت فيما بعد باسم WMD. وترجع هذه الشكوك ، طبقا لما ذكره الدكتور موراتا إلى أنه سواء كان بحوزة العراق أسلحة دمار شامل أم لا فهذه ليست المشكلة الحقيقية.ولكن المشكلة الحقيقية في أن صدام حسين أرهب المعارضة والدول المجاورة للعراق وسائر العالم من خلال استخدام تكتيك التعتيم على قضية حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل تعتيما متعمدا.
وبمقتضى هذه الملابسات لم يكن لاستمرار عمليات التفتيش التي كانت تقوم بها الأمم المتحدة فاعلية بسبب النموذج العراقي القائم على حجب المعلومات ، وشدد الدكتور موراتا على خطورة هذا النوع من النتائج الغير حاسمة على ما يسمى “بالدول المارقة” بما يتضمنه من تأكيد إطلاق رسالة لهذه الدول: بمعنى أنه كان باستطاعة هذه الدول
صنع هذه الأسلحة WMD بحرية ومن ثم تستخدم تكتيكات معينة مثل ما فعل صدام حسين ، وبالنسبة للوضع الراهن للسياسة الأمريكية تجاه العراق أكد الدكتور موراتا على أهمية علاقة هذه السياسة الأمريكية لمحاربة الإرهاب ، وحاج الدكتور موراتا بأنه بعد الهجوم على العراق قويت العلاقات بين بقايا زمرة صدام حسين والإرهابيين وغيرهم من المتطرفين فى العراق والمنظمات الإرهابية الدولية مثل القاعدة، ومن ثم يطرح هذا الوضع تهديدا خطيرا للولايات المتحدة وحلفائها جميعا.
وفيما يتعلق بالاتجاه المستقبلى للسياسة الأمريكية حيال العراق أختار الدكتور موراتا مشكلة الديمقراطية . وعلى الرغم من أن الدكتور موراتا أقر بأن عملية الديمقراطية في العراق كانت لا تسير بسهوله إلا أنه أكد أنه كان بالإمكان إقامة شكل مبسط من أشكال الحكومة الديمقراطية هناك ، حيث قصد الدكتور موراتا بهذا الشكل بأنه تحقيق نظام يتم من خلاله تغيير النظام الحاكم من خلال انتخابات مع كفالة حرية التعبير.
خلص الدكتور موراتا الى أنه لاحظ أن إدارة بوش تغير من نهجها الفردى بخصوص السياسة العراقية، كما أنه لم يكن هناك خلافا جوهريا بين جورج بوش وجون كيرى المرشح الديمقراطى للرئاسة فى انتخابات 2004م بخصوص هذه القضية ، وهكذا وفى تقدير الدكتور موراتا أنه لم يكن لهذه القضية أن تحدث تأثيرا مهما على الانتخابات.
وفى معرض محاضرتها بحثت السيدة ساكاى مشاكل واجهتها الحكومة العراقية الانتقالية (الحكومة فيما بعد) في وقت كانت لتوها قد تكونت في 28 يونيو 2004م وحلت هذه الحكومة محل سلطة الائتلاف المؤقتة ومجلس الحكم العراقي الانتقالي. وتناولت السيدة ساكاى بالتحليل جداول أعمال مهمة يجب التعجيل بمعالجتها فضلا عن ضرورة إعطاء الأولوية للمشاكل الأساسية ، .وخلاصة القول هو أن السيدة ساكاى ركزت على مشاكل متعلقة أساسا بضعف الحكومة. وشددت على أنه ثمة عامل مهم لهذا الضعف وهو أن هذه الحكومة قامت بدون تأييد كامل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالدرجة الأولى، أما العامل الثاني لهذا الضعف فهو أنه من العسير على الحكومة أن تخفف حدة مشاعر العداء والغضب من جانب الشعب ضد الولايات المتحدة، والثالث هو أن الحكومة تعتمد على توازن قوى متزعزع بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة والجماعات العراقية آلتي تفعل فعلها في العراق وجماعات اللاجئين العراقيين.
وطبقا لما ذكرته السيدة ساكاى فإن نوعا من التحول في العلاقة بين الولايات المتحدة وجماعات اللاجئين العراقيين وشعب العراق يقبع وراء هذا الضعف ، وهو التحول الذي حدث بعد الهجمات الأمريكية على الفلوجة والنجف في ربيع عام 2004 م وذلك قبل تأسيس الحكومة. وشرحت السيدة ساكاى كيف تدهورت ثقة الشعب العراقي في القوات الأمريكية بشدة بعد هذه الحادثة، هذا وقد فصلت السيدة ساكاى هذا الأمر ، وتوصلت إلى أن جماعة اللاجئين العراقيين فى مجلس الحكم الانتقالى فى ذلك الوقت ،والتى كان لها نفوذ في الفلوجة والنجف ، بدأت تنتقد الولايات المتحدة ونأت بنفسها عن الولايات المتحدة بعدهذه الحادثة ، ، وهكذا كانت النتيجةأن الشعب العراقى بدأ يتوقع أن تعزز هذه الجماعة قدراتها وعزمها وبهذا تتبوأ مكانتها فى الحكومة بالإنابة عن الشعب.
وعلى كل ، وناهيك عن هذه النقاط، فإنه بالنظر الى طبيعة كون هذه الحكومة سلطة انتقالية فإن الشعب العراقي يأمل في واقع الأمر أن تحقق هذه الحكومة القليل إلا استعادة السلام والأمن العام وتحقيق الانتعاش الاقتصادى.
ومضت السيدة ساكاى فى توضيح القضايا المهمة التى يجب على الحكومة أن تعجل بعلاجها ، وقسمت هذه القضاياالى ثلاث مجموعات: استعادة النظام والأمن العام وتحقيق الانتعاش الافتصادى ، وكذا الاستعداد لإجراء انتخابات عامة في 30 يناير عام 2005م.
ومن خلال تقديمها لهذه القضايا التى تجابه الحكومة أوضحت السيدة ساكاى أنه كان ثمة صراع مهم بين الأمم المتحدة ،التي كانت تعطى أولوية لتحقيق الانتعاش الاقتصادى فى العراق ، وبين الحكومةالعراقية والولايات المتحدة التى تريد حل المشاكل السياسية بالدرجة الأولى ، وعلى أي حال وناهيك عن كل هذا ، وبخصوص إعادة استتباب السلام والأمن العام فإن السيدة ساكاى أثنت ثناء حسنا على عمل اتخذه رئيس الوزراء أياد علاوى حيث أنه بعث رسالة واضحة تشير إلى أن الحكومة تواجه هذه المشاكل بكل حزم ، ومن هنا كان تعيين علاوى لفلح النجيب ، ابن أحد العسكريين أصحاب النفوذ ، ليكون وزيرا للداخلية فى وزارته.
ومن ناحية أخرى أوضحت السيدة ساكاى أن تحقيق الانتعاش الاقتصادى يعتمد على الطريقة والأسلوب الذي تم به استخدام عوائد البترول التي تتراوح ما بين خمسة عشر وسبعة عشر بليون دولار سنويا ، والسلطة الإشرافية على هذه العوائد والتي تم تحويلها مؤخرا من سلطةالتحالف المؤقته الى الحكومة ، أشارت السيدة سكاى أيضا الى أهمية القضاء على المحسوبية- التى أصبح وجودها ملموسا في هيئات حكومية معينة- بالانتعاش الاقتصادى.
واختتمت السيدة ساكاى محاضرتها بتأكيدها على أهمية الاستعداد للانتخابات وإجرائها في يناير بنجاح ، مؤكدة رأيها من أن هذه الانتخابات هى الفرصة الأخيرة أمام الحكومة والولايات المتحدة لكسب ثقة الشعب العراقى. و أشارت السيدة ساكاى إلى أنه لو فشلت هذه الانتخابات سيكون الوضع خطيرا.
وأعقب المحاضرتين تعليقات من المشاركين ، ففيما يتعلق بالمحاضرة التي قدمها الدكتور موراتا انتقد الدكتور ناكامورا على وجه الخصوص الفكرالمتشائم الحزين للولايات المتحدة بشأن الديمقراطية فى العراق وضعف خطة الاحتلال الامريكى للبلاد، وأما بالنسبة للمحاضرة التي قدمتها السيدة ساكاى فقد تسائل عن أهمية إقامة حكومة عراقية مؤقتة في هذا الوقت، وفى معرض رده على هذا خص السيد هيرانو الدكتور موراتا بالسؤال عن الإستراتيجية الأمريكية للحل الناجع لمشكلة العراق فى المستقبل ، بالإضافة إلى السياسة الأمريكية في العراق والسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية، كما أنه أوضح للسيدة ساكاى أنه لم يكن با ستطاعته أن يفهم أين تكمن الإرادة الحقيقية للشعب العراقى.
ومن ثم تبع ذلك مناقشة شاملة ودقيقة لهذه القضايا، تلك المناقشة التى دامت ساعتين.
وخلاصة القول ، وحيث أننى أحد المشاركين في الندوة فإنني أميل إلى القول بأن منهج المناقشة كان “كيف تستطيع الولايات المتحدة والحكومة العراقية أن يأخذا بقلوب وعقول شعب العراقى؟
يو ميزو هارا
(مساعد باحث ، خريج كلية الحقوق – جامعة دوشيشا)